من جديد يعود الممثل القدير "بروس ويلز" مع الممثلة السمراء "هال بيري" ليمثلا فيلمهما الثاني معا بعد "The Last BoyScout"...
من السهل أن ترتكب جريمة قتل في صمت، وتذهب بنفسك لدفن الجثة ومحو آثار كل شيء، ولكن من أدراك أن أحدا لم يرك في أي مرحلة من مراحل ارتكاب الجريمة، أو حتى محو آثارها.. الخطر دائما أن يكون هنالك شاهد لم تره عيناك وقرر أن يفضحك.. عندهاتعرف أن الوقت قد حان لارتكاب جريمة أخرى!
من جديد يعود الممثل القدير "بروس ويلز" مع الممثلة السمراء "هال بيري" ليمثلا فيلمهما الثاني معا بعد "The Last BoyScout".، ليقدما لنا فيلما بوليسيا حافلا بالإثارة هو Perfect Stranger أو غرباء خطرون – الاسم التجاري.
أجواء بداية الفيلم تختلف كثيرا عن أجواء نهايته.. سترى روينا بريس "هال بيري" الصحفية الشابة في إحدى صحف نيويورك تحقق بنفسها الخبطات الصحفية واحدة تلو الأخرى، ولكن بأسلوب "الصحف الصفراء" إلى حد كبير، فهي صحفية من نوعية "الفضائح" لو كنت تفهم ما أعنيه.. هي تستغل تورط المشاهير في فضائح جنسية وتبدأ ابتزازهم للحصول على ما تريد من اعترافات، حتى إنها في البداية تتهم أحدهم بالشذوذ الجنسي وتهدده بنشر ما لديها من صور في عدد الصحيفة اليوم التالي!
هنا لابد من الصدمة التي يبغضها أي صحفي في الدنيا أشد البغض.. مكاسب وأرباح الصحيفة أهم كثيرا من خبطاتها وانفراداتها الصحفية.. ما دمت ستفضح الرجل الذي قامت الصحيفة بدعم حملته الانتخابية الإعلانية الضخمة وربحت منها الملايين، فلن يمكنك فضح فساده على صفحات نفس الصحيفة.. هذه هي الحقيقة المرة التي اكتشفتها هال بيري سريعا، وعندها لم يكن هنالك سوى حل واحد.. الاستقالة!
بعدها ينتقل الفيلم لمرحلة جديدة..عندما تعرف هال بيري أن صديق طفولتها قد راح نتيجة جريمة قتل، تبدأ بنفسها التحقيق في القضية ولكن ليس بطريقة الصحفيين التقليدية لكن بطريقة العملاء السريين!.. وبعد سلسلة طويلة من البحث عبر دهاليز الإنترنت المظلمة تكتشف بيري أن المتهم الأول هو المليونير الشهير هاريسون هيل - بروس ويلز.
هنا تتوقع أن ترى ما رأيته في عشرات الأفلام الأخرى مرارا.. بمساعدة صديقها الهاكر ميليس هاري "جوفاني ريبيسى" تبدأ هال بيري تقمص شخصية عاملة في شركة بروس ويلز، وتتقرب منه رويدا رويدا، حتى توقعه في غرامها، وفى نفس الوقت تتجسس عليه محاولة أن تجد دليلا يثبت إدانته، لكنه يكتشف سريعا أنها تخدعه وتأتي لحظة المواجهة العسيرة!
أعترف أن الثلث ساعة الأخيرة في هذا الفيلم حافلة بالمفاجآت إلى حد غريب، والتي لا يجوز حرقها هنا، لكنني سأكتفي بنقل شعوري.. تجد أن الفيلم انحرف فجأة عن مساره الطبيعي، وأخذ مسلكا مختلفا. .فجأة تكتشف أن الحلم الذي هاجم هال بيري مرارا طوال الفيلم لم يكن مجرد حلم، بل ذكرى مأساوية من عالم الطفولة تعود إليها لتفسد عليها عالمها الآن.. ستشعر أن القتل هو الوسيلة المثلى للخلاص من عدوك.